الدولة العبيدية المسماه زورا وكذبا بالفاطمية


مؤسسها هو عبيدالله المهدي

قال الذهبي(748) :عبيد الله أبو محمد أول من قام من الخلفاء الخوارج العبيدية الباطنية الذين قلبوا الإسلام وأعلنوا بالرفض وأبطنوا مذهب الإسماعيلية وبثوا الدعاة يستغوون الجبلية والجهلة

وادعى هذا المدبر أنه فاطمي من ذرية جعفر الصادق فقال أنا عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن ميمون بن محمد بن إسماعيل بن جعفر ابن محمد

وقيل بل قال أنا عبيد الله بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق وقيل لم يكن اسمه عبيد الله بل إنما هو سعيد بن أحمد وقيل سعيد بن الحسين وقيل كان أبوه يهوديا وقيل من أولاد ديصان الذي ألف في الزندقة

وقيل لما رأى اليسع صاحب سجلماسة الغلبة دخل فذبح المهدي فدخل أبو عبد الله الشيعي فرآه قتيلا وعنده خادم له فأبرز الخادم وقال للناس هذا إمامكم

والمحققون على أنه دعي بحيث إن المعز منهم لما سأله السيد ابن طباطبا عن نسبه قال غدا أخرجه لك ثم أصبح وقد ألقى عرمة من الذهب ثم جذب نصف سيفه من غمده فقال هذا نسبي وأمرهم بنهب الذهب وقال هذا حسبي وقد صنف ابن الباقلاني وغيره من الأئمة في هتك مقالات العبيدية وبطلان نسبهم فهذا نسبهم وهذه نحلتهم




قال ابن الأثير (ت630): ذكر القدح في نسب العلويين والمصريين

في هذه السنة( 402) كتب ببغداد محضر يتضمن القدح في نسب العلويين خلفاء مصر وكتب فيه المرتضى وأخوه الرضي وابن البطحاوي العلوي وابن الأزرق الموسوي والزكي أبو يعلى عمر بن محمد ومن القضاة والعلماء ابن الأكفاني وابن الخرزي وأبو العباس الأبيوردي وأبو حامد الاسفرايني والكشفلي والقدوري والصيمري وأبو عبد الله بن البيضاوي وأبو الفضل النسوي وأبو عبد الله بن النعمان فقيه الشيعة وغيرهم

في سنة (444) عمل محضر ببغداد يتضمن القدح في نسب العلويين أصحاب مصر وأنهم كاذبون في أدعائهم النسب إلى علي عليه السلام وغرهم فيه الديصانية من المجوس والقداحية من اليهود وكتب فيه العلويين والعباسيون والفقهاء والقضاة والشهود وعمل به عدة نسخ وسير في البلاد وشيع بين الحاضر والباديه

قال ابن تيمية(728) :أئمة الباطنية، كبني عبيد بن ميمون القدَّاح الذين ادعوا أنهم من ولد محمد ابن إسماعيل بن جعفر، ولم يكونوا من أولاده، بل كان جدهم يهوديًا ربيبيًا لمجوسي، وأظهروا التشيع‏.‏ ولم يكونوا في الحقيقة على دين واحد من الشيعة لا الإمامية، ولا الزيدية، بل ولا الغالية الذين يعتقدون إلهية علي، أو نبوته، بل كانوا شرًا من هؤلاء كلهم‏.‏

قال ابن خلدون(804) : وأما الإسماعيلية فزعموا أن الإمام بعد جعفر الصادق ابنه إسمعيل وتوفي قبل أبيه وكان أبو جعفر المنصور طلبه فشهد له عامل المدينة بأنه مات

وفائدة النص عندهم على إسمعيل وإن كان مات قبل أبيه بقاء الإمامة في ولده كما نص موسى على هارون صلوات الله عليهما ومات قبله والنص عندهم لا مرجع وراءه لأن البداء على الله محال .ويقولون في ابنه محمد أنه السابع التام من الأئمة الظاهرين وهو أول الأئمة المستورين عندهم الذين يستترون ويظهرون الدعاة وعددهم ثلاثة ولن تخلوا الأرض منهم عن إمام إما ظاهر بذاته أو مستور فلا بد من ظهور حجته ودعاته

والأئمة يدور عددها عندهم على سبعة عدد أيام الاسبوع والسموات والكواكب والنقباء تدور عندهم على ا ثنى عشر وهم يغلطون الأئمة حيث جعلوا عدد النقباء للأئمة

وأول الأئمة المستورين عندهم :محمد بن إسمعيل وهو محمد المكتوم ثم ابنه جعفر المصدق ثم ابنه محمد الحبيب ثم ابنه عبيدالله المهدي صاحب الدولة بأفريقية والمغرب التى قام بها أبو عبد الله الشيعي بكتامة وكان من هؤلاء الإسماعيلية القرامطة واستقرت لهم دولة بالبحرين في أبي سعيد الجنابي وبنيه أبي القاسم الحسين بن فروخ بن حوشب الكوفي داعي اليمن لمحمد الحبيب ثم ابنه عبد الله ويسمى بالمنصور وكان من الاثني عشرية أولا فلما بطل ما في أيديهم رجع إلى رأي الإسماعيلية .

ويؤكد أغلب المؤرخين والعلماء المحققين الدور الإفسادي الذي قامت به الدولة العبيدية في المغرب ثم مصر والشام كما يؤكدون عدم صله هذه الدولة ببيت النبوة، وجميع كتب التاريخ تورد قصة لقاء المعز العبيدي عندما دخل مصر واجتمع مع علمائها والحديث الذي دار بينه وبين نقيب الأشراف السيد ابن طباطبا عندما سأل عن نسبه، وقال المعز بجوابه المشهور عندما سل سيفه ثم قال: هذا نسبي، ثم نثر ذهبا وقال: هذا حسبي، وقد أصبحت هذه المقولة مثلا معروفا إلى يومنا هذا >سيف المعز وذهبه<، ولو كان يعرف أن له نسباً يصل إلى الدوحة الشريفة لأعلنها أمام الملأ، ومعروف لدى المحققين من أهل العلم أنهم أولاد ميمون القداح بن ديصان اليهودي، وقال الشيخ المؤرخ أبو شامة عن مؤسس الدولة العبيديه عبيد الله المهدي: كان زنديقيا خبيثا عدواً للإسلام متظاهر بالتشيع حريصا على إزاله الملة الإسلامية، قتل من الفقهاء والمحدثين والصالحين جماعة كثيرة.

وقال القاضي عياض: أجمع العلماء بالقيروان أن حال بني عبيد حال المرتدين والزنادقة .




فساد عقيدتهم

-ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية عن هؤلاء العبيديين وأتباعهم من الفرق الباطنية الأخرى: فهؤلاء المحادون لله ورسوله كثروا حينئذ بالسواحل وغيرها فاستولى النصارى على الساحل، ثم بسببهم استولوا على القدس الشريف وغيره، فإن أحوالهم كانت من أعظم الأسباب في ذلك ، ثم لما أقام الله ملوك المسلمين المجاهدين في سبيل الله تعالى كنور الدين وصلاح الدين وأتباعهما وفتحوا السواحل من النصارى وممن كان بها منهم، وفتحوا أيضا أرض مصر ، فإنهم كانوا مستولين عليها نحو مائتي سنة، وأتفقوا هم والنصارى، فجاهدهم المسلمون حتى فتحوا البلاد، ومن ذلك التاريخ انتشرت دعوة الإسلام بالديار المصرية والشامية.

-يقول الدكتور على محمد الصلابي في كتابه القيم الدولة الفاطمية: اعلم أخي الكريم أن المذهب الباطني من الأسباب التي أضعفت الأمة، وأنهكت قواها. لقد أدخل أهله عقائد فاسدة مبنية على الفلسفة القديمة، والأصول الإلحادية، فخدعوا ضعاف العقول، والذين لا حظّ لهم من المنهج الرباني القويم، وتحالفوا مع النصارى والتتار ضد الإسلام والمسلمين. وعندما قويت شوكتهم وأقاموا دولة البحرين فعلوا ما تقشعر منه الجلود، وتشيب منه الرؤوس من قتل وسفك ونهب واغتصاب.

بل تجرؤوا على حجيج بيت الله الحرام، ففعل أبو طاهر الجنابي بالحجيج أفاعيل قبيحة، فدفن منهم في بئر زمزم الكثير، ودفن كثيرًا منهم في أماكنهم من الحرم, وفي المسجد الحرام.

وعندما أقاموا دولتهم في الشمال الإفريقي أظهروا عقائدهم الفاسدة، وقتلوا العلماء، وأذلوا أهل السنة.

- ويقول الدكتور محمد العبدة: إن أجيال المسلمين الذين يقرؤون تاريخ العبيديين لا يعلمون إلا ما كتب لهم عن التاريخ السياسي لهذه الدولة، ذهب فلان وخلفه فلان، وأنها دولة تحب العلم وتنشره، والمقصود نشر كتب الفلاسفة ولكن لا أحد يذكر -عدا الذين ترجموا للعلماء- بطش هؤلاء الأوغاد الظلمة بالعلماء من أهل السنة.

وهذا كله نتيجة لغياب التفسير العقدي الإسلامي لتاريخنا، بل إن المؤرخين الذين كتبوا لنا التاريخ تأثروا بمدارس الاستشراق أو بالفكر الباطني، أو بذلت لهم أموال لطمس الحقائق التي لابد من بيانها للأجيال الصاعدة لتعرف عدوها من صديقها، ولتعرف أن الأفكار لا تموت، وإنما تتغير الأشكال والوجوه والمسوح، وأن هؤلاء الملاعين من أعداء الإسلام لا يزالون يعملون سرًا وإعلانًا، ليلاً ونهارًا للقضاء على العقيدة البيضاء الناصعة التي تلقفتها جموع أهل السنة والجماعة من الحبيب المصطفى وأصحابه الغر الميامين الطاهرين الطيبين رضي الله عنهم أجمعين




بيان اللجنة الدائمة للإفتاء في الدولة العبيدية.

وينادي بعض الضلال في هذا الزمن، بإعادة مجد العُبيديين، والدولة الفاطمية، وقد أصدرت اللجنة الدائمة للإفتاء بياناً حول هذا الموضوع يتعلق بهذه الدولة العُبيدية الفاطمية وما تتصل به من المذهب الباطني الخبيث، فقالت اللجنة في بيانها: "الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: فإن الله عز وجل قد أمر باجتماع هذه الأمة، ونهى عن التنازع، قال تعالى: وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ سورة الأنفال:46، ولن يحصل اجتماع الأمة إلا بالتمسك بالكتاب والسنة، ولهذا أمر الله بالاعتصام بحبل الله المتين، قال تعالى: وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ سورة آل عمران:103، وأمتنا الإسلامية، وهي تواجه ما يحف بها من مخاطر متنوعة في أمس الحاجة إلى التمسك بكتاب الله عز وجل، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، متوخية في ذلك نهج صحبه الكرام رضي الله عنهم، ولقد وجهنا الله سبحانه وتعالى إلى هذا المنهج القويم في كتابه الكريم حيث قال سبحانه: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ سورة الأنعام:153، فاجتماع الأمة، ووحدتها، وعزها؛ في التزام ذلك الصراط المستقيم الذي سلكه نبينا صلى الله عليه وسلم، الذي قال: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله، وسنتي)، وحيث إن النصح لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم من الواجبات الشرعية وكان من النصح لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم كتابة بيان حول ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن بعض المحسوبين على الأمة نوضح فيه حقيقة دعواه التي حاول فيها أن يلبس على عموم المسلمين، ويخدع بها من لا يبصر الأمور، فقد ادعى ذلك المتكلم، أن الدولة المسماة بالدولة الفاطمية هي دولة الإسلام التي يكمن فيها الحل المناسب في الحاضر، كما كان حلاً في الماضي، وهذا من التلبيس، ومن الدعاوى الباطلة، وذلك لعدة أمور منها:

أولاً: أن تسمية تلك الدولة بالفاطمية تسمية كاذبة، أراد بها أصحابها خداع المسلمين بالتسمي باسم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد بين العلماء، والمؤرخون في ذلك الزمان كذب تلك الدعوى، وأن مؤسسها أصله مجوسي يدعى سعيد بن الحسين، بن أحمد بن عبد الله، بن ميمون القداح بن ديصان الثنوي الأهوازي

تسمية تلك الدولة بالفاطمية تسمية كاذبة، أراد بها أصحابها خداع المسلمين بالتسمي باسم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد بين العلماء، والمؤرخون في ذلك الزمان كذب تلك الدعوى، وأن مؤسسها أصله مجوسي يدعى سعيد بن الحسين، بن أحمد بن عبد الله، بن ميمون القداح بن ديصان الثنوي الأهوازي، وسعيد هذا تسمى بعبيد الله عندما أراد إظهار دعوته، ونشرها، ولقب نفسه بالمهدي فالنسبة الصحيحة لدولته أن يقال: "العبيدية" كما ذكر ذلك جملة من العلماء المحققين، ويظهر من نسب مؤسسها الذي ذكر آنفاً، أن انتسابهم إلى آل البيت كذب وزور، وإنما أظهروا ذلك الانتساب لاستمالة قلوب الناس إليهم.

قال العلامة ابن خلكان في وفيات الأعيان: "والجمهور على عدم صحة نسبهم، وأنهم كذبة أدعياء، لا حظ لهم في النسبة المحمدية أصلاً"وقال الذهبي في العبر في خبر من غبر: "المهدي عبيد الله والد الخلفاء الباطنية العبيدية الفاطمية، افترى أنه من ولد جعفر الصادق".

وقد ذكر غيرهما من المؤرخين، أنه في ربيع الآخر من عام 402 هـ، كتب جماعة من العلماء، والقضاة، والأشراف، والعدول، والصالحين المحدثين، وشهدوا جميعاً، أن الحاكم بمصر، وهو منصور الذي يرجع نسبه إلى سعيد مؤسس الدولة العبيدية لا نسب لهم في ولد علي بن أبي طالب، وأن الذي ادعوه إليه باطل وزور، وأنهم لا يعلمون أحداً من أهل بيوتات علي بن أبي طالب رضي الله عنه توقف عن إطلاق القول في أنهم خوارج الكذبة، وأن هذا الحاكم بمصر هو، وسلفه كفار، فساق، فجار، ملحدون، وزنادقة معطلون للإسلام جاحدون، ولمذهب المجوسية والثنوية معتقدون، قد عطلوا الحدود، وأباحوا الفروج، وأحلوا الخمر، وسفكوا الدماء، وسبوا الأنبياء، ولعنوا السلف، وادعوا الربوبية، وكتب هذا سنة اثنتين وأربعمائة.
وقد ذكر ابن كثير رحمه الله في كتاب البداية والنهاية، بعد أن نقل هذا: "وقد كتب خطه في المحضر خلق كثير".

ثانياً: إظهارهم التشيع لآل البيت: هذه الدعوى أظهروها حيلة نزعوا إليها استغلالاً لعواطف المسلمين لعلمهم بمحبة أهل الإسلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وآل بيته.
وقال النويري: "وحكى الشريف أبو الحسين محمد بن علي المعروف بأخي محسن في كتابه: أن عبد الله بن ميمون كان قد سكن بساباط أبي نوح وكان يتستر بالتشيع، والعلم، فلما ظهر عنه ما كان يضمره، ويستره من التعطيل، والإباحة، والمكر، والخديعة ثار عليه الناس.

ثالثاً: أن حال تلك الدولة العبيدية الفاطمية، أنهم يظهرون الرفض، ويبطنون الكفر المحض.
قال الباقلاني رحمه الله عن القداح جد عبيد الله: "وكان باطنياً، خبيثاً، حريصاً على إزالة ملة الإسلام، أعدم العلماء، والفقهاء؛ ليتمكن من إغواء الخلق، وجاء أولاده على أسلوبه، أباحوا الخمور، والفروج، وأفسدوا عقائد الخلق"..
وقال أبو الحسن القابسي صاحب "الملخص" الذي قتله عبيد الله وبنوه بعده: "أربعة آلاف رجل في دار النحر في العذاب ما بين عالم، وعابد، ليردهم عن الترضي عن الصحابة، فاختاروا الموت" أي: أن هؤلاء العبيديين قد نحروا أربعة آلاف من المسلمين الموحدين ما بين عالم، وعابد، لأجل أنهم يترضون عن الصحابة رضوان الله عليهم.
وقال السيوطي في تاريخ الخلفاء: "ومن جملة ذلك ابتداء الدولة العبيدية، وناهيك بهم إفساداً، وكفراً، وقتلاً للعلماء، والصلحاء"
وقال الشاطبي المالكي في كتاب الاعتصام: "العبيدية الذين ملكوا مصر وإفريقية، زعمت أن الأحكام الشرعية إنما هي خاصة بالعوام، وأما الخواص منهم فقد ترقوا عن تلك المرتبة، فالنساء بإطلاق حلال لهم، كما أن جميع ما في الكون من رطب ويابس حلال لهم أيضاً، مستدلين على ذلك بخرافات عجائز لا يرضاها ذو عقل".

رابعاً: موقف العلماء من تلك الحقبة: كان العلماء يظهرون الشناعة على العبيديين، وعلى أفعالهم المشينة، وقد تقدم ذكر عدد منهم.
قال السيوطي في تاريخه: "ولم أورد أحداً من الخلفاء العبيديين؛ لأن خلافتهم غير صحيحة، وذكر أن جدهم مجوسي، وإنما سماهم بالفاطميين جهلة العوام".

خامساً: إن مما يتبين لكل أحد بعد الاطلاع على أقوال العلماء، والمؤرخين؛ أن هذه الدولة الفاطمية، كان لها من الضرر والإضرار بالمسلمين ما يكفي في دفع كل من يرفع لوائها، ويدعو بدعوتها، لذلك نجد أن المسلمين في الماضي فرحوا بزوالها على يد الملك الصالح صلاح الدين الأيوبي رحمه الله في عام 567هـ فلا يجوز بعد هذا كله أن ندعو الناس إلى الانتساب إلى تلك الدولة العبيدية الضالة، ومثل هذه الدعوة غش، وخيانة للإسلام وأهله، ونصيحتنا لأئمة المسلمين، وعامتهم بالاعتصام بالكتاب، والسنة، وجمع القلوب عليهما, وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه"




جرائم وخيانات العبيديين.

- قال ابن كثير رحمه الله في سنة 411هـ: "مات الحاكم بن المعز الفاطمي صاحب مصر، فاستبشر المؤمنون والمسلمون بذلك؛ لأنه كان جباراً، عنيداً، وشيطاناً مريداً، كان كثير التلون في أفعاله وأحكامه، وكان يدعي الألوهية كما ادعها فرعون فأمر الرعية إذا ذكر الخطيب على المنبر اسمه أن يقوم الناس أثناء الخطبة على أقدامهم صفوفاً إعظاماً لذكره، واحتراماً لاسمه، وبلغ شره الحرمين الشريفين، وكان قد أمر أهل مصر على الخصوص إذا قاموا عند ذكره خروا سجداً له حتى أنه ليسجد بسجودهم من في الأسواق من الرعاع وغيرهم، وكذلك أمر في وقت لأهل الكتابين بالدخول في الإسلام ثم أذن لهم بالعودة إلى دينهم، وابتنى مدارس لليهود، وازداد ظلمه حتى عنَّ له أن يدعي الربوبية، وأمر الناس أن يقولوا إذا رأوه يا واحد يا أحد، يا محيي يا مميت".

- وقال ابن القيم رحمه الله في "إغاثة اللهفان": عن ابن سيناء الذي يجهل كثير من المسلمين أنه من الملاحدة الباطنية "وكان ابن سينا كما أخبر عن نفسه قال: أنا وأبي من أهل دعوة الحاكم، فكان من القرامطة الباطنية الذين لا يؤمنون بمبدأ، ولا معاد، ولا رب خالق، ولا رسول مبعوث جاء من عند الله تعالى".

وهؤلاء زنادقة يتسترون بالرفض، ويبطنون الإلحاد المحض، وينتسبون إلى آل البيت زوراً، وعدواناً، قال ابن كثير في اعتدائهم على الحجر الأسود في حوادث سنة 413هـ: فيها جرت كائنة غريبة عظيمة، ومصيبة عامة، فقد جاءوا مع الحجيج من مصر فلما طافوا، وكان يوم النفر الأول، انتهى أحدهم إلى الحجر الأسود، وقد أخفى آلة في يده، فضرب الحجر بدبوس عظيم كان معه، ثلاث ضربات متوالية، وقال: إلى متى نعبد هذا الحجر، ولا أحد يمنعني فإني أهدم البيت اليوم، حتى استطاع الحجاج على التغلب عليه، وسقط من الحجر ثلاث فلق مثل الأظفار، وبدى ما تحتها أسمر يضرب إلى صفرة محبباً مثل الخشخاش، فأخذ بنو شيبة تلك الفلق فعجنوها بالمسك، وحشوا بها تلك الشقوق التي بدت فاستمسك الحجر، واستمر على ما هو عليه الآن وهو ظاهر لمن تأمله"أي: أثر هذه الخدوش فيه.

وكذلك لما قامت الفرنجة الصليبية بغزو ديار الإسلام، كانوا قد اتفقوا معهم، ودعوهم إلى مصر، وفعلاً جاء الفرنجة، وحاصروا دمياط في سنة 565هـ، وضيقوا على أهلها، وقتلوا أمماً كثيرة، وجاءوا من البر، والبحر، وكان من فضل الله أن رد كيد الفرنجة والعبيديين الذين كاتبوهم ففشلت تلك الحملة.

ومن خياناتهم: أنه لما أقبلت جحافل الفرنج إلى الديار المصرية، وبلغ ذلك أسد الدين شيراكوه فاستأذن الملك نور الدين محمود من أهل السنة في الذهاب إليها للتصدي لهم، فلما بلغه أنهم قد اجتمعوا، واستشار من معه خافوا، وهموا بالرجوع إلا واحداً من المسلمين في جيش أسد الدين شيراكوه قال: أما من خاف القتل والأسر فليقعد في بيته عند زوجته، ومن أكل أموال الناس فلا يسلم بلادهم على العدو، وقال مثل ذلك صلاح الدين الأيوبي رحمه الله، فعزم الله لهم فساروا نحو الفرنج، فاقتتلوا قتالاً عظيماً، فانتصر المسلمون، والحمد لله.

وكان العبيديون أصحاب تسلط، وجور، وقد سجنوا من المسلمين من سجنوا، وحرموا الإفتاء بمذهب مالك رحمه الله، ومن يتجرأ على ذلك يضرب، ويسجن، ويقتل أحياناً، وأجبروا الناس على الفطر قبل رؤية الهلال

كان العبيديون أصحاب تسلط، وجور، وقد سجنوا من المسلمين من سجنوا، وحرموا الإفتاء بمذهب مالك رحمه الله، ومن يتجرأ على ذلك يضرب، ويسجن، ويقتل أحياناً، وأجبروا الناس على الفطر قبل رؤية الهلال، ومن القصص التي حدثت قصة الإمام الشهيد قاضي مدينة برقة محمد بن الحُبلى، أتاه أمير بُرقة من جهة العبيديين فقال: غداً العيد، قال القاضي: نرى الهلال ولا أفطِّر الناس، وأتقلد إثمهم، قال: بهذا جاء كتاب الخليفة العبيدي، وكان ممن يفطر بالحساب ولا يعتبر الرؤيا، فلم يُر الهلال، فأصبح الأمير بالطبول، والبنود، وأهبة العيد، فقال القاضي: لا أخرج، ولا أصلي، فأمر الأمير رجلاً خطب، وكتب إلى العبيدي بما حصل، فطلب القاضي إليه، وقال: تنصل واعف عنك، فامتنع، فعلق في الشمس إلى أن مات، وكان يستغيث من العطش فلا يسقى، وصلبوه على خشبة، فلعنة على الظالمين.

فهذا بعض من جرائمهم، نسأل الله أن يرد كيد الحاقدين على أهل الإسلام، ونسأله سبحانه أن يعلي السنة وأهلها، وأن ينصر الموحدين، وأن يعز الدين، إنه قوي متين.

ويقول محمود شاكر: "لقد دعم العبيديون الصليبيين في أول الأمر، ووجدوا فيهم حلفاء طبيعيين ضد السلاجقة خصومهم، وقد ذكرنا أنهم اتفقوا معهم على أن يحكم الصليبيون شمالي بلاد الشام ويحكم العبيديون جنوبيها، وقد دخلوا بيت المقدس، غير أن الصليبيين عندما أحسوا بشيء من النصر تابعوا تقدمهم واصطدموا بالعبيديين وبدأت الخلافات بينهم، فالعبيديون قد قاتلوا الصليبيين دفاعا عن مناطقهم وخوفا على أنفسهم ولم يقاتلوا دفاعا عن الإسلام وحماية لأبنائه، ولو استمر الصليبيون في اتفاقهم مع العبيديين لكان من الممكن أن يتقاسموا وإياهم ديار الإسلام" محمود شاكر: تاريخ الإسلام: ج 6، ص 252-257..

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

التسميات