الدولة الدستورية الشيوعية




                           

اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية كانت دولة دستورية شيوعية سابقة شملت حدودها أغلب مساحة منطقة أوراسيا في الفترة ما بين عامي 1922 وحتى 1991. والاسم مأخوذ عن الترجمة الروسية للاسم الكامل لاتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية وهو Союз Советских Социалистических Республик (عن هذا الملف Союз Советских Социалистических Республик (؟·معلومات)) نق: (سايوز سافيتسكيخ سوتسياليستيتسشكخ ريسبوبليك) ويعرف اختصارا بالروسية СССР أو "إس إس إس إر". ويعرف عامة بالاسم القصير له وهو الاتحاد السوفيتي والمأخوذ عن الاسم القصير له والمترجم من الروسية وهو Советский Союз، سافيتسكي سايوز. وكلمة "سوفيت" في اللغة الروسية (و النطق الصحيح لها "سافيت") تعني "النصيحة" أما كلمة "سافيت" ككيان والتي اشتق منها اسم الدولة فيما بعد فكانت الاسم الذي أطلق على أول مجلس محلي للعمال أنشئ في مقاطعة "إيفانافو" في عهد الإمبراطورية الروسية السابقة عام 1905. ويعد مجلس السافيت هو المرجعية الأساسية للمجتمع والنظام الشيوعي في اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية.

وولد الاتحاد السوفيتي من رحم الإمبراطورية الروسية التي أصابها الضعف والوهن مما حل بها من أحداث سياسية مثل الثورة الروسية التي قامت عام 1917 وتحولت فيما بعد إلى الحرب الأهلية الروسية والتي دامت أربعة أعوام كاملة فيما بين 1918 وحتى 1921. وتكون الاتحاد السوفيتي من اتحاد العديد من الدول السوفيتية فيما بينها مكونة الكيان السياسي المعروف، وإن كان اسم "روسيا" (كبرى الدول المؤسسة للاتحاد السوفيتي والوريث الشرعي له) ظل يطلق على الكيان السياسي الجديد لفترة من الوقت حتى مع وجود اسم "الاتحاد السوفيتي". وبنظرة سريعة نجد أن الاتحاد السوفيتي لم تكن له حدود دولية ثابتة منذ نشأته، إذ تغيرت حدوده بتغير الزمن وتعاقب الأحداث التاريخية حيث قاربت حدوده في أعقاب الحرب العالمية الثانية حدود الإمبراطورية الروسية السابقة خاصة بعد ضم مساحات شاسعة من الأراضي المجاورة لأراضيه والتي تمثلت في دول البلطيق وشرق بولندا ومنطقة بيسأرابيا في شرق أوروبا وبذلك كان الاتحاد السوفيتي قد استعاد كامل حدود الإمبراطورية الروسية ماعدا باقي الأراضي البولندية والفنلندية.

و تكون الاتحاد السوفيتي في البداية من اتحاد أربع جمهوريات سوفيتية اشتراكية سابقة إلا أنه بحلول عام 1956 كان الاتحاد السوفيتي قد أصبح كيانا ممثلا لخمس عشرة دولة اتحادية وهم:

1- جمهورية أرمينيا السوفيتية الاشتراكية

2- جمهورية أذربيجان السوفيتية الاشتراكية

3- جمهورية إستونيا السوفيتية الاشتراكية

4- جمهورية أوزبكستان السوفيتية الاشتراكية

5- جمهورية أوكرانيا السوفيتية الاشتراكية

6- جمهورية بيلاروس السوفيتية الاشتراكية

7- جمهورية تركمانستان السوفيتية الاشتراكية

8- جمهورية جورجيا السوفيتية الاشتراكية

9- جمهورية روسيا السوفيتية الاتحادية الاشتراكية

10- جمهورية طاجيكستان السوفيتية الاشتراكية

11- جمهورية كازاخستان السوفيتية الاشتراكية

12- جمهورية قيرغيزستان السوفيتية الاشتراكية

13- جمهورية لاتفيا السوفيتية الاشتراكية

14- جمهورية ليتوانيا السوفيتية الاشتراكية

15- جمهورية مولدوفا السوفيتية الاشتراكية.




منها ست جمهوريات يشكل المسلمون أغلب سكانها، هذا بخلاف الأقاليم الملحقة بالخمس عشرة جمهورية، ولقد استولى السوفيت على مساحة 4.538.600 كيلو متر من البلاد الإسلامية، والوحدات السياسية التي استولى عليها السوفيت من الأراضي الإسلامية في قارة آسيا هي:

أذربيجان – أوزبكستان – طادجيكستان – تركمانستان – قزاخستان – قرغيزيا – جورجيا – أرمينيا - والست الأولى ذات أغلبية مسلمة، والأخيرتان كانتا تابعتين لحكم إسلامي خلال فترات مختلفة، وفي قارة أوروبا – داغستان – شاشان – كبارديا بلكاريا – القرم – ماري وادمورتيا – تشوفاشيا – تتاريا – بشكيريا – أورنبرج وأستينا الشمالية.









                       
                           لينين مؤسس الإتحاد السوفيتي


نشأة الإتحاد السوفيتي :
نشأ الاتحاد السوفييتي بعد ثورة اكتوبر في العام 1917 بقيادة لينين الذي ازاح منافسيه ووصل إلى الحكم على يد البلاشفة (اي الاكثرية) الذين تسموا باسم الحزب الشيوعي فيما بعد.
ولد في عام 1870 تخرج محامياً لكنه أصبح ثورياً وعندما قرأ كتب ماركس وانجلز تغير نمط حياته فأصبح رجلًا ماركسياً متأثراً بالماركسية وبدأ نشاطاته الثورية ضد الامبراطورية الروسية وأقامت دولة شيوعية وعندما قامت الثورة ضد القيصر نيوقلا الثاني تمكن الثوار من تحقيق النصر فقامت حكومة روسية مؤقتة وكان فلاديمير لينين يريد الوصول إلى سدة الحكم وإقامة دولة روسية شيوعية تتبع النظام الاشتراكي فقام البلاشفة عام 1917 بالثورة عرفت هذه الثورة بالثورة البلشفية تحت أمرت لينين تمكن البولشيفيك من القضاء على الحكومة الروسية المؤقتة وقيام جمهورية روسيا السوفيتية الاتحادية الاشتراكية وأصبح لينين زعيماً لروسيا وكان مساعده الأول في الثورة وهو ليون تروتسكي تعرض لمحاولة اغتيال برصاصتين وأصيب برأسه ولكنه لم يستسلم أصبح لينين قائد الدولة السوفيتية في الحرب الأهلية الروسية وتحقق الانتصار لصالح لينين قام الأطباء بعمليات جراحية تمكنوا في هذه العمليات من إخراج رصاصة واحدة أما الأخرى فبقيت ولم يستطيعوا إخراجها فتعرض لينين إلى جلطات دماغية وكانت آخر واحدة هي القاتلة فتوفي لينين عام 1924 وأقيمت جنازة كبيرة له وتم تحنيطه ووضعه في الضريح واعتبر ضريحه جزاً من الساحة الحمراء في موسكو

ومن الأسباب الرئيسية في قيام الإتحاد السوفييتي هو ضعف النظام القيصري في روسيا وتردي الأوضاع الإقتصادية وبسبب دخول روسيا في العالمية الأولى ضد ألمانيا, وكانت قد نشطت في روسيا العديد من الأحزاب اليسارية المبشرة بالنظام الإشتراكي الذي كان بمثابة الأمل الوحيد لتخلص من الإقطاعيين والرأسماليين المدعومين من قبل الحكومة القيصرية.

بعد عدة نزاعات وملاحقات وتحالفات إستطاع الشيوعيون بالتعاون مع قوى برجوازية وأنواع أخرى من الأحزاب الشيوعية إزاحة النظام القيصري, لحقت بعد ذلك فترة حرب أهلية وإنقسامات داخل الفكر الشيوعي ليقود الحزب الشيوعي البلشفي بقيادة لينين روسيا نحو حقبة سوفيتية طويلة الأمد.


سبب التسميه :

جاء لفظ سوفييت من الكلمة الروسية التي تعني لجنة, وكان النظام يتكون من لجان ذات عدد محدود تغطي جميع المناطق في الإتحاد ثم تترتب اللجان بشكل هرمي وصولا للجنة المركزية للحزب الشيوعي, ويرأس الإتحاد السوفييتي السكرتير العام للحزب الشيوعي.


سياسته :

رؤساء الحزب
رؤساء الحزب البلشفي (1903–1918) ، الحزب الشيوعي الروسي (1918–1925) الذي اصبح الحزب الشيوعي السوفييتي (1925–1991)

1903–1924: فلاديمير إلييتش إليانوف (لقب: لينين)

1922–1953: جوزيف فيساريونوفيتش دجوغاشفيلي (ستالين) (السكرتير العام)

1953–1964: نيكيتا سيرغيفيتش خروشوف (سكرتير اول)

1964–1982: ليونيد الييتش بريجنيف (السكرتير العام منذ 1966)

1982–1984: يوري فلاديميروفيتش أندروبوف (السكرتير العام)

1984–1985: قسطنطين استينوفيتش تشرنينكو

1985–1991: ميخائيل سيرغييفيتش جورباتشوف




رؤساء الحكومة

رؤساء حكومات الاتحاد السوفييتي: (1917–1946): رؤساء اللجنة الشعبية الاستشارية – 1946–1991: رؤساء مجلس الوزراء)

1917–1924: فلاديمير إلييتش إليانوف (لقب: لينين) مؤسس الحزب البلشفي

1924–1930: الكسي ايفانوفيتش Rykow

1930–1941: فياتشيسلاف ميخائيلوفيتش مولوتوف

1941–1953: جوزيف فيساريونوفيتش دجوغاشفيلي (المعروف بستالين)

1953–1955: جورجي مكسيميليانوفيتش مالنكوف

1955–1958: نيقولاي الكسندوفيتش بولغانين

1958–1964: نيكيتا خروشوف

1964–1980: ألكسي نيكولايفيتش كوسيجين

1980–1985: نيكولاي تيخونوف

1985–1991: نيكولاي ريشكوف

1991: فالينتين بافلوف (من يناير حتى اغسطس)

1991: ايفان سيلاييف (من اغسطس حتى ديسمبر)




رؤساء الدولة

رؤساء دولة الاتحاد السوفييتي: 

1919–1946: ميخائيل ايفانوفيتش كالينين (رئيس اللجنة التنفيذية المركزية حتى 1938 ، وبعدها رئيس المجلس السوفييتي الاعلى)

1946–1953: نيكولاي ميخائيلوفيتش شفرنيك

1953–1960: كليمنت Jefremowitsch Woroschilow

1960–1964: ليونيد إلييتش بريجنيف

1964–1965: أنستاس ايفانونفيتش ميكويان

1965–1977: نيكولاي فيكتوروفيتش بودجورني

1977–1982: ليونيد إلييتش بريجنيف

1983–1984: يوري فلاديميروفيتش أندروبوف

1984–1985: قسطنطين استينوفيتش تشرنينكو

1985–1988: أندريه اندريفيتش جروميكو

1988–1991: ميخائيل سيرغيفيتش غورباتشوف (رئيس الاتحاد السوفييتي من 1990)


المساحه :

بلغت المساحة الإجمالية للإتحاد السوفيتي 22,276,060 كيلومتر مربع . وبالتالي كان هذا الإتحاد أكبر دولة في العالم وكذلك روسيا التي تعد الوريث الأساسي لهذا الأمتداد الجغرافي وتغطي هذه المساحة حوالي سدس المساحة الإجمالية للكرة الأرضية وكان هذا الحجم مماثلا لحجم القارة الأمريكية الشمالية كاملة . شكل الجزء الأوروبي من الإتحاد السوفياتي ربع مساحة البلاد وكان أيضا يمثل مركز الثقل الاقتصادي والثقافي للبلاد وفي نفس الوقت امتد المجال الشرقي في آسيا إلى سواحل المحيط الهادئ شرقا اما جنوبا إلى حدود أفغانستان وبإستثناء بعض المناطق في آسيا الوسطى كان هذا المجال الشاسع ذا كثافة سكانية ضعيفة وضم هذا الفضاء 12 منطقة زمنية وخمسة مناطق مناخية (التاندرا . التايغا . السهوب . الصحراء و الجبال )

كما كان للإتحاد السوفياتي أطول حدود في العالم وكذلك الأمر بالنسبة للإتحاد الروسي حيث بلغ طولها حوالي 60,000 كيلومتر مربع وفي الإتحاد السوفياتي أكبر بحيرة مياه عذبة وهي بحيرة بايكال وهي لا تزال الآن جزءا من روسيا أما الدول التي كانت تحد الإتحاد السوفياتي هي أفغانستان، الصين، تشيكوسلوفاكيا، فنلندا، المجر، إيران، منغوليا، كوريا الشمالية، النرويج، بولندا، رومانيا، وتركيا




الأحوال الديموغرافية للمسلمين:

بلغ عددهم في سنة 1315هـ - 1897م – في إحصاء أجري في عهد القياصرة الروس 16 مليونًا – وفي العهد الشيوعي بلغ عدد المسلمين في سنة 1345هـ - 1926م – 17.292.000 نسمة، والزيادة حوالي مليون وربع المليون، وهذا غير مقبول في مدة 29 سنة، ويعود انخفاض عدد المسلمين إلى العديد من الأسباب، منها: كثرة عدد من أعدموا في الثورة الشيوعية، وطريقة الإحصاء التي أجراها الشيوعيون على أساس القوميات لا على أساس الأديان والهجرة، ووصل عدد المسلمين في سنة 1379هـ - 1959م إلى 24.380.000 نسمة، أي بزيادة قدرها 41% في 33 سنة، وفي سنة 1390م – 1970م بلغ عددهم 35.232.000 نسمة أي بزيادة قدرها 45%، ونسبة الزيادة الأخيرة مقبولة في مدة 11 سنة، أما نسبة الزيادة السابقة لها وهي 41% في مدة 33 سنة فغير واقعية؛ فالمفروض أنها 82%، وتعود أسباب انخفاض زيادة المسلمين في الفترة من 1345هـ - 1926م إلى 1397هـ - 1959م إلى المعاناة في فترة الحرب العالمية الثانية وحركة مقاومة الوحدات السياسية الإسلامية لدمجها في جمهوريات السوفيت " سابقًا "، ويتدخل عنصر آخر وهو طريقة الإحصاء التي اتبعها الروس، وكذلك تهجير المسلمين بصورة إجبارية؛ مما أدى إلى هجرتهم إلى الخارج، وقد أدى هذا إلى خفض نسبة المسلمين خصوصًا في الجمهوريات الإسلامية بآسيا الوسطى.

وتشير الإحصائيات إلى زيادة نسبة تكاثر المسلمين في الفترة الأخيرة، فالمعدل السنوي في الفترة من 1379هـ - 1959م إلى 1390هـ - 1970م يصل إلى 3.6% وهي نسبة عالية ربما تعود إلى زيادة التناسل، وإلى استقرار الوضع المفروض عليهم، وإذا سرنا بهذا المعدل في نسبة تزايد المسلمين في العشر سنوات الأخيرة، على أساس الزيادة 3% سنويًّا، فهذا يشير إلى زيادة أكثر من عشرة ملايين نسمة في الفترة المحصورة بين عامي 1390هـ - 1970م و1399هـ - 1979م، وعلى هذا الأساس يصل عدد المسلمين بالاتحاد السوفيتي في سنة 1400هـ - 1980م حوالي 45.801.600 نسمة. وفي سنة 1402هـ - 1982م وصل العدد إلى حوالي 48.549.696 نسمة، وهذا الرقم يقترب من تقديرهم على أساس القوميات، وتقدرهم المصادر الغربية بـ 40.596.000 نسمة في سنة 1397هـ، وهذا أقل من عددهم في التقديرات الإسلامية، وحركة تهجير السكان من منطقة لأخرى أمر مألوف بجمهوريات الاتحاد السوفيتي " سابقًا " وهذا يزيد من صعوبة التقدير كما سبق.

ولقد مرت على المسلمين بالاتحاد السوفيتي " سابقًا " مراحل قاسية في الفترة المحصورة بين سنتي 1336هـ - 1917م إلى سنة 1350هـ 1931م مما أثر في حالة المسلمين الديموغرافية، فقتل الروس مئات الألوف من والمسلمين الباشكير والقرغيز على إثر ثورتهم بعد عام 1336هـ - 1917م، ومات مليون من المسلمين الكزاخ والقرغيز في مجاعات 1340هـ - 1921م واستشهد حوالي المليون من مسلمي قزاخستان عندما طبق الشيوعيون مبادئهم على ثروات هذه الجماعات الرعوية، وجاء الروس بمهاجرين جدد إلى المنطقة الإسلامية بوسط آسيا بلغ عددهم 5.078.000 نسمة في سنة 1358هـ 1939م، ووصل عدد المهجرين الروس إلى المناطق الإسلامية بوسط آسيا 12.792.000 روسي في سنة 1391هـ - 1971م. وسياسة التهجير تهدف إلى استغلال ثروات المناطق الإسلامية بوسط آسيا وخفض نسبة المسلمين.


سياسة السوفيت في إدارة المناطق الإسلامية:

اتبع السوفيت سياسة تجزئة وحدة المسلمين وتفتيتهم إلى قوميات، ودعموا قيام الشعوبية بينهم، وقضوا على كتابة لغتهم بحروف عربية حتى تقضي على صلتهم بالتراث الإسلامي، ثم اتبعوا نظام التهجير من المناطق الإسلامية وإلى المناطق الإسلامية؛ حتى يضعفوا من شأن الأغلبية المسلمة ويحولونهم إلى أقلية في عقر دارهم، ولقد شكلت من مناطق الأغلبية المسلمة ست جمهوريات ذات حكم فيدرالي، وفي المناطق الأخرى جمعت المناطق الإسلامية في 11 جمهورية ذات حكم ذاتي، 9 منها ملحقة في جمهورية روسيا، واثنتان مع جمهورية جورجيا ( أبخازيا، وأجاريا )، ثم كونت للمناطق الأقل أهمية حكمًا ذاتيًّا ( أديجا، والشركس ) وألحقتهما بجمهورية روسيا، والأوسيت الجنوبية ألحقتها بجمهورية جورجيا.

ويوهم الروس العالم بأن الجمهوريات الفيدرالية مستقلة، حسب الدستور الاتحادي، وهذا في الواقع ليس إلا حبرًا على ورق، فموسكو لا تثق في حكام هذه الجمهوريات خصوصًا الجمهوريات التركستانية، فكل القادة العسكريين في آسيا الوسطى روس، ورؤساء الشرطة والأمن ومديرو السكك الحديدية والبريد والبرق والهاتف روس، وأيضًا رؤساء المؤسسات الصناعية روس. ولكل رئيس جمهورية من جمهوريات التركستان مساعدان من الروس، والحال كذلك بالنسبة لرؤساء الوزارات، ورغم أن المادة 72 من الدستور السوفيتي تنص على أن لكل جمهورية حق الانفصال، ولكن هذا أمر في حكم المستحيلات، أما الآن فأصبح الحلم حقيقة وبدأت بعض الجمهوريات السوفيتية تنفصل عن الاتحاد.


الإسلام على طريقة السوفيت:

لا يؤمن الشيوعيون بدين، ومن أجل هذا يحاربون الأديان، ولقد واجه الإسلام من التحديات الشيء الكثير، فلا يدع الشيوعيون وسيلة ولا يدخرون وسعًا في القضاء على الإسلام، ففي سنة 1345هـ - 1926م ألغيت المحاكم الشرعية في المناطق الإسلامية الخاضعة لحكمهم، وفي سنة 1946م منعت جميع الأنشطة الإدارية الدينية، وقبض على مليون ونصف عضو من الحركة الإسلامية بين سنتي 1347هـ - 1351هـ، 1928م – 1932م، وبدأ الروس حملة إغلاق المساجد منذ عام 1348هـ - 1929م، فأغلقوا وهدموا 10.000 مسجد، وأغلقوا أكثر من 14.000 مدرسة ابتدائية إسلامية، وبدأت حركة مقاومة ضد التسلط الشيوعي في التركستان، واستمرت هذه الحركة من سنة 1936م إلى 1980م، وهدفها استعادة القومية التركستانية.




علاقة السوفيت بالعالم الإسلامي:

تحكم هذه العلاقة عدة ظروف، منها الأحوال الداخلية بالاتحاد السوفيتي، أو المصلحة الخارجية وفقًا للظروف الدولية، ففي السنوات الأولى للثورة الشيوعية لم يقع أي هجوم مباشر على الإسلام، فالقادة الجدد كانوا بحاجة للدعم الشعبي، وكانوا مجبرين على تقديم بعض التنازلات تنفيذًا لوعودهم حول الحريات، وغير أنهم يتأخرون في اتخاذ بعض الإجراءات التي حددت ملكية الأوقاف، وحولت المحاكم الشرعية إلى مدنية، وقلصت التعليم الديني. ثم تنمّر الشيوعيون فاستعملوا العنف مع رجال الدين المسلمين، وزجوا بهم في السجون، ولما قامت الحرب العالمية الثانية هادن الشيوعيون رجال الدين عندما هاجم الألمان روسيا، فخفف السوفيت من عنفهم مع رجال الدين ليكسبوا العالم الإسلامي إلى جانبهم، ولما تولى خروشوف حكم الاتحاد السوفيتي، عادت سياسة الاضطهاد في شكل حملات مركزة ضد الدين الإسلامي بلغت ذروتها فيما بين سنتي 1380هـ - 1384هـ، وقد أمرت السلطات السوفيتية بإغلاق بعض المساجد بسبب دورها في حياة المسلمين، انتهت هذه السياسة بنهاية خروشوف، غير أن سياسة الحزب مبنية على القضاء على الأديان، وتتكيف مع مصلحتها ووفقًا للظروف الدولية، ففي الوقت الراهن يسود العالم الإسلامي نهضة روحية تتجه إلى جمع صفوف المسلمين وتوحيد كلمتهم، وإبراز قوة العالم الإسلامي دوليًّا، في هذه الظروف يهادن الشيوعيون الدين مؤقتًا، فلقد اختفت المنشورات التي كانت تهاجم الدين وتؤكد على الغياب الحتمي له، وبدأت هذه الفكرة تتراجع وحلت محلها منشورات تعترف بقدرة الأديان على الاستمرار وتمكنها من التأقلم مع المجتمع الاشتراكي، وربما يكون قادة السوفيت أدركوا الدور الأخلاقي الذي يؤديه الدين في حياة المجتمعات، أو ربما تكون هذه الظاهرة مهادنة مؤقتة نتيجة صحوة العالم الإسلامي، ومما يدعم هذا ما قام به السوفيت من دعوات لعقد مؤتمرات إسلامية دولية، وهذا أمر غير مألوف عند السوفيت، فلقد دعت الإدارة الدينية لمسلمي آسيا الوسطى وقازاخستان لعقد مؤتمر إسلامي للبحث في موضوع: الإمام البخاري والعصر الحديث، وعقد المؤتمر في مدينة سمرقند في سنة 1394هـ وحضره مندوبون عن رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، ومندوبون من دول إسلامية عديدة.

وقبل مؤتمر الإمام البخاري والعصر الحديث السابق ذكره، عقد مؤتمر إسلامي في سنة 1393هـ لتأييد الدول العربية ضد إسرائيل، وعقد مؤتمر إسلامي في مدينة طشقند في نهاية سنة 1400هـ بمناسبة بداية القرن الخامس عشر الهجري، وهذا ردًّا من السوفيت على المؤتمر الإسلامي الأخير الذي عقد في إسلام أباد، ومهما كانت غاية هذه المؤتمرات، إلا إنه من الأفضل إعطاء حرية العبادة للمسلمين داخل الاتحاد السوفيتي "سابقًا"، الأمر الذي حرموا منه طيلة 60 عامًا، فهو أولى وأحق المؤتمرات الدعائية.



إنهياره وتفككه :

تفكك الاتحاد السوفيتي هو حدث عالمي يشير الى انتهاء الوجود القانوني لدولة اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية . و قد حدث ذلك التفكك في 26 ديسمبر 1991 . عقب اصدار مجلس السوفييت الأعلى للاتحاد السوفيتي الاعلان رقم (H-142 ) و الذي أُعلِن فيه عن الاعتراف باستقلال الجمهوريات السوفيتية السابقة , و انشاء رابطة الدول المستقلة لتحل محل الاتحاد السوفيتي .

قبل يوم من ذلك الاعلان . و في 25 ديسمبر 1991 قام الرئيس الاول للاتحاد السوفيتي و الحاكم الثامن للاتحاد السوفيتي منذ انشائه , ميخائيل غورباتشوف بأعلان استقالته في خطاب وجهه الى الشعب السوفيتي عبر التلفزيون الرسمي للاتحاد السوفيتي .و أشار في الخطاب الى ان مكتب رئيس اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية قد تم الغائه . و اعلن تسليم كافة سلطاته الدستورية بما فيها السلطة على الاسلحة النووية الروسية , الى الرئيس الروسي بوريس يلتسن .

عقب خطابه ذاك غادر غورباتشوف مبنى الكرملين تحت جنح الظلام . و في 07:32 مساءا بتوقيت موسكو , تم انزال علم الاتحاد السوفيتي الاحمر عن مبنى الكرملين للمرة الأخيرة في التاريخ . و رُفِع محله علم روسيا ثلاثي الالوان .

قبل الحل الرسمي للاتحاد ، و خلال الفترة أغسطس 1991 الى ديسمبر 1991 ، جميع الجمهوريات المكونة للاتحاد ، بما فيها روسيا نفسها، اعلنت انفصالها عن الاتحاد بشكل فردي .و قبل أسبوع من الحل الرسمي للاتحاد، اجتمع ممثلوا 11 دولة مكونة للاتحاد السوفيتي - باستثناء دول البلطيق وجورجيا - و وقعوا بروتوكول ألما آتا الذي تم فيه إنشاء رابطة الدول المستقلة . وأعلن البروتوكول صراحة حل اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية و اشار الى ان الاتحاد السوفيتي لم يعد موجودا قانونيا كدولة .


الجمهوريات المستقلة بعد تفكيكه

كان الاتحاد السوفيتي منذ ضم جمهورية إستونيا السوفيتية الاشتراكية في السادس من أغسطس عام 1940 وحتى الاعترافه بجمهورية كاريليا الفنلندية السوفيتية الاشتراكية كجمهورية كاريليا السوفيتية الاشتراكية الممنوحة حكما ذاتيا في السادس عشر من يوليو عام 1956، كان تعداد الدول الاتحادية قد بلغ ستة عشرة دولة.) وكونه أقدم الدول الدستورية الشيوعية كان الاتحاد السوفيتي النموذج المحتذى به لأغلب الدول الساعية لتطبيق الأفكار الماركسية اللينينية خلال فترة الحرب الباردة. وكانت المؤسسات الحكومية والسياسية بالبلاد توصف باسم المؤسسات البلشفية حتى أصبح يطلق عليها فيما بعد اسم الحزب الشيوعي السوفيتي.

و منذ عام 1945 وحتى تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991 (و هي الفترة التي عرفت في التاريخ بالحرب الباردة) كانتا الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية القوتان العظمتان المسيطرتان على الأجندة الدولية بكل جوانبها سواء الاقتصادية أو تلك المتعلقة بالشئون الدولية لباقي الدول وحتى العمليات العسكرية التي تشنها باقي الدول على بعضها البعض إضافة إلى التبادل الثقافي والتقدم العلمي الشامل خاصة في مجال أبحاث واستكشاف الفضاء حتى امتدت السيطرة لمجال الألعاب والمسابقات الدولية مثل الألعاب الأوليمبية وبطولات العالم في الرياضات المختلفة.

و تعد روسيا الاتحادية الوريث الشرعي للاتحاد السوفيتي والتي كانت عضوا في اتحاد الدول المستقلة وقوة عالمية ذات ثقل معترف بها، حيث أخذت روسيا ممثليها الدوليين والكثير من قواتها المسلحة عن الاتحاد السوفيتي السابق.



الدول الناتجة عن التفكك :

تفكك الاتحاد السوفييتي إلى 15 دولة مستقلة في 19 أغسطس 1991 وهي:

جمهوريات السلاف:
روسيا البيضاء
روسيا
أوكرانيا


جمهوريات البلطيق:
إستونيا
لاتفيا
ليتوانيا


جمهوريات الأتراك:

كازاخستان
قيرغيزستان
تركمانستان
أوزبكستان


جمهوريات القوقاز:
أرمينيا
أذربيجان
جورجيا


جمهوريات أخرى:
مولدوفا (رومانية)
طاجيكستان




بعض أسباب الإنهيار :

1- سيطرة العجز علي الكريملين ففي حقبة الثمانينات كانت السلطة كلها بيد القيادات الكبرى في الاتحاد السوفياتي وكان الشاب منهم عمره 75 سنة وكان اصغرهم جورباتشوف

وحتي عام 1985 كانت كل القيادات القوية في الكريملين قد ماتت او قتلت ولهذا اصبح الطريق مفتوحا لغورباتشوف ليكون زعيم الكريملين الجديد

2- حرب افغانستان كانت سببا رئيسيا في سقوط الاتحاد السوفياتي بسبب الانهاك الذي كلف الدولة الروسية انذاك لطيلة 10 سنوات

3- سقوط انظمة كثيرة كانت موالية لروسيا مثل نجيب الله في افغانستان وتشيلي والاكوادور وغرينادا وكولومبيا

4- انحصار الكثير من بؤر الصراع والتي كانت موردا اساسيا للاتحاد السوفياتي حيث كان الاتحاد السوفياتي يعتمد في صادراته على الاسلحة

5- حرب الخليج وموقف الاتحاد السوفياتي من الحرب ووقوفه الى جانب قوات التحالف افقده حليفا رئيسيا وهو العراق وكذلك سوريا حيث قامت السعودية بدفع مبلغ 7 مليار دولار لروسيا من اجل الموافقة على حرب الخليج سنة 1990

6- اليد الخفية لامريكا في الاتحاد السوفياتي والدور الاعلامي الذي لعبته من اجل اضعاف الموقف السوفياتي امام المجتمع الدولي وذلك من خلال حادثة تشيرنوبل عام 1986 وزلزل ارمينيا 1989

وقد اظهت امريكا للعالم مدي العجز السوفياتي في حماية المنشات النووية وايضا في مجال الرعاية الصحية والاغاثة

7- المفهوم الشيوعي (مفهوم اللادينية) وهي تحول الدولة من دين لبلادين وهنا تكمن المشكلة خصوصا ان الاتحاد السوفياتي به الكثير من الملل وهنا حصل الكثير من الامتعاض بسبب اللادينية والتي تعتبر الدين افيون الشعوب وهذا سرع في التخلص من النظام

8- السياسة الخاطئة في تطبيق المبادى الاشتراكية وظهور الفساد في اروقة النظام وخصوصا بريجينيف الذي سرق من الدولة ما يكفي .


رابطة الدول المستقلة :

أدت الأحداث الأخيرة إلى انهيار الاتحاد السوفيتي، وتغيير خريطته السياسية، وظهر اتحاد جديد باسم رابطة الدول المستقلة أو اتحاد الدول المستقلة (CIS) (بالروسية: Содружество Независимых Государств (СНГ) - Sodruzhestvo Nezavisimyh Gosudarstv) هو منظمة دولية أورو-آسياوية مكونة من 12 جمهورية سوفياتية سابقة ومقرها في مينسك روسيا البيضاء. تكونها كل من روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا ومولدافيا وجورجيا وأرمينيا وأذربيجان وتركمانستان وأوزبكستان وكازخستان وطاجكستان وقيرغيزيا. والرابطة ليست مجرد تنظيم رمزي بحت، وانما منظمة تتحد بتعاون متميز وتشمل مجالات التجارة والتمويل والقوانين، والأمن. كما أنها تعزز التعاون في مجال الديمقراطية ومكافحة التهريب والإرهاب. وتشارك منظمة رابطة الدول المستقلة، في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

وقد تأسست المنظمة في 8 ديسمبر عام 1991 من قبل جمهوريات روسيا البيضاء والاتحاد الروسي، وأوكرانيا، واجتمع زعماء تلك البلدان الثلاثة ا في بيلوفيسكايا بوشاشا وهي مكان لمحمية طبيعية تبعدحوالي 50 كلم (30 ميلا) إلى الشمال من مدينة بريست في بيلاروسيا وقعت اتفاق إنشاء منظمة تكون بديلا عن الاتحاد السوفياتي, ومن ثم انضمت إلى المنظمة بقية الدول في اسيا الوسطى والقوقاز.

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

التسميات