ورثة الخوراج




التكفيريون هم ورثة الخوارج

التكفير أخطر البدع التي واجهت المجتمع المسلم عبر العصور، وهي أول بدعة عقدية وفرقة نارية من الفرق التي أخبر بها النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: (وَإِنَّ أُمَّتِي سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلا وَاحِدَةً، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ) (رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني)؛ فظهرت في عصر الخلافة الراشدة في عصر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وكان شعار الخوارج كلمة حق أريد بها باطل، وهي: "إن الحكم إلا لله".

وكان علي وابن عباس -رضي الله عنهم- أول مَن ناظر الخوارج وردَّ كثيرًا منهم إلى السنة؛ ثم كان ثمرة هذا الفكر المنحرف عمليات القتل والاغتيال التي قام بها الخوارج وحققوا غرضهم الخبيث، فقُتل أمير المؤمنين علي -رضي الله عنه- أفضل أهل الأرض في زمنه، رجل مِن أهل الجنة كان يمشي على الأرض، قتلوه متقربين إلى الله!

وتطل هذه البدعة اليوم على المجتمعات المسلمة من خلال الاضطراب في فهم قضية "الحكم بما أنزل الله"، و"مسائل الولاء والبراء"، ويتبعها -كما تبعها عبر عصور- القتل والاغتيال، وإن كان في زماننا بصورة القتل العشوائي بالتفجيرات التي تصيب الآمنين الأبرياء المسلمين في مساكنهم وبيوتهم! وكان التطور الفكري لدى طائفة التكفيريين ينتقل مِن فكرة "الجماعة الأم" إلى "جماعة المسلمين" التي مَن خالفها من منظور سياسي وفهم فقهي أو موقف عملي؛ كان كافرًا مرتدًا يجب قتله!


جماعة الدعوة والهجرة أو جماعة التكفير والهجرة أو جماعة المسلمين :


هي جماعة نشأت داخل السجون المصرية في بادئ الأمر وبعد إطلاق سراح أفرادها تبلورت أفكارها وكثر أتباعها في صعيد مصر وبين طلبة الجامعات خاصة، اعتبرت جماعة الدعوة والهجرة جماعة غالية أحيت فكر الخوارج وأدبياتهم بتكفير كل من ارتكب كبيرة وأصر عليها وتكفير الحكام بإطلاق لعدم حكمهم بشرع الله وتكفر المحكومين لرضاهم بهم وتكفر العلماء لعدم تكفيرهم أولئك الحكام، كما أن الهجرة هي العنصر الثاني في تفكير الجماعة ويقصد بها اعتزال المجتمع الجاهلي عزلة مكانية وعزلة شعورية وتتمثل في اعتزال معابد الجاهلية - يقصد بها المساجد تحت حكم العلمانيون - ووجوب التوقف والتبين بالنسبة لآحاد المسلمين بالإضافة إلى إشاعة مفهوم الحد الأدنى من الإسلام.


الظروف التي نشأت فيها الجماعة وأسباب نشأتها :

1- العذاب والتنكيل بشتى صوره وبجميع صنوفه :
فقد تبلورت أفكار ومبادئ جماعة التكفير والهجرة في السجون المصرية وخاصة بعد اعتقالات سنة 1965م ولقد رأى المتدينون المسلمون داخل السجون من ألوان العذاب ما تقشعر من ذكره الأبدان وسقط الكثير منهم أمامهم بسبب التعذيب دون أن يعبأ بهم أحد بالدرجة التي جعلتهم يعتقدون أن من يعذبونهم أشد كفراً من كفار قريش أنفسهم ،هذه المبالغة في التعذيب والإيذاء كانت في الحقيقة عقيدة ومذهب للنظام الناصري مع كل معارضيه ومناوئيه سواء كانوا من الإسلاميين أو من غيرهم ، بيد أن الإسلاميين كان لهم حظاً أوفراً من غيرهم في هذا الإيذاء ، ولكن هذا الشباب المسكين لم يتصور إلا أن يكون الدافع الأساسي لهؤلاء هو الكفر الصراح فبدأوا بتكفير من يعذبونهم ثم من يأمرونهم بالتعذيب وهكذا حتى وصلوا لتكفير الجيش والشرطة والرئيس والحكومة على اختلاف فيما بينهم بين موسع لدائرة التكفير وبين مضيق لها. في هذا الجو الرهيب ولد الغلو ونبتت فكرة التكفير ووجدت الاستجابة لها. ففي سنة 1967م طلب رجال الأمن من جميع الدعاة المعتقلين تأييد رئيس الدولة جمال عبد الناصر فانقسم المعتقلون إلى فئات: فئة سارعت إلى تأييد الرئيس ونظامه بغية الإفراج عنهم والعودة إلى وظائفهم وزعموا أنهم يتكلمون باسم جميع الدعاة وهؤلاء كان منهم العلماء وثبت أنهم طابور خامس داخل الحركة الإسلامية وثمة نوع آخر ليسوا عملاء بالمعنى وإنما هم رجال سياسة التحقوا بالدعوة بغية الحصول على مغانم كبيرة.

2- الصمت الرهيب
 فقد لجأ جمهور الدعاة المعتقلين إلى الصمت ولم يعارضوا أو يؤيدوا باعتبار أنهم في حالة إكراه. بينما رفضت فئة قليلة من الشباب موقف السلطة وأعلنت كفر رئيس الدولة ونظامه بل اعتبروا الذين أيدوا السلطة من إخوانهم مرتدين عن الإسلام ومن لم يكفرهم فهو كافر والمجتمع بأفراده كفار لأنهم موالون للحكام وبالتالي فلا ينفعهم صوم ولا صلاة. وكان إمام هذه الفئة ومهندس أفكارها الشيخ علي إسماعيل . وحدث صمت من الجماهير على ما يتم من تعذيب واعتقالات لرجالات الدعوة الإسلامية الذين أحبوهم وتفاعلوا معهم ، فظن هؤلاء الشباب – خطئاً ووهماً - أنهم لأجل هذا الحب والتأييد سوف يضحون بالغالي والنفيس من أجلهم وأنهم سينتفضون لأجل رفع هذا الظلم عن إخوانهم ، ولكنهم فوجئوا أن الجماهير صمتت صمت القبور ، وأن همها الأساسي متوجه للبحث عن احتياجاتها الأساسية الشخصية ، مع وجود قدر من التعاطف القلبي مع المظلومين بطبيعة الحال ، لكن هذا التعاطف لن يدفعهم للقيام بثورة مثلاً ، وهنا كانت الكارثة الكبرى أن هؤلاء الشباب الذين لم يفرغوا بعد من تكفير النظام والحكومة إذ بهم يكفرون عموم الشعب ممن رضي بالظلم وسكت عن حكم الطاغوت.
3- الجهل الشديد لدى هؤلاء الشباب وعدم معرفتهم بالأصول الشرعية والقواعد العلمية في التكفير والتفسيق والتبديع ، وتأثرهم عاطفياً بحالة الظلم والانتهاك لحريتهم وكرامتهم ومع عدم وجود الشيوخ والعلماء الذين يضبطون هذه المسائل ، فلم تكن جماعة الإخوان حسمت موقفها من هذه القضايا الكبرى لا من قضية الحاكمية ولا من قضايا الإيمان والكفر ولا حتى من قضية حمل السلاح والمواجهة ، لذا وجد سيد قطب لنفسه مجالاً واسعاً ليسد فيه كل هذه الثغرات برأيه هو وباجتهاده هو وآتهم الإخوان بعد ذلك بالتميع العقدي وبالتدسس الناعم وبغيرها من المسائل التي انتقدها عليهم.


أعلام جماعة المسلمين

1- الشيخ علي إسماعيل: كان إمام هذه الفئة من الشباب داخل المعتقل وهو أحد خريجي الأزهر وشقيق الشيخ عبد الفتاح إسماعيل أحد الستة الذين تم إعدامهم مع سيد قطب ولكنه تأثر بفكر الخوارج ، فلازمه شكري ووجد فيه بُغيته ولكن سرعان ما تراجع الشيخ عن هذه الأفكار وتاب منها ، فتلقف منه شكري موقعه وبدأ به فكفره وحكم عليه بالردة وأعلن تأسيسه لجماعة جديدة سماها " جماعة المسلمين ". وقد صاغ الشيخ علي مبادئ العزلة والتكفير لدى الجماعة ضمن أطر شرعية حتى تبدو وكأنها أمور شرعية لها أدلتها من الكتاب والسنة ومن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم في الفترتين: المكية والمدنية متأثراً في ذلك بأفكار الخوارج إلا أنه رجع إلى رشده وأعلن براءته من تلك الأفكار التي كان ينادي بها.

2- ماهر عبد العزيز زناتي (أبو عبد الله) ابن شقيقة شكري مصطفى ونائبه في قيادة الجماعة بمصر وكان يشغل منصب المسؤول الإعلامي للجماعة أعدم مع شكري في قضية محمد حسين الذهبي رقم 6 لسنة 1977م. وله كتاب الهجرة.

3- شكري أحمد مصطفى (أبو سعد) من مواليد محافظة أسيوط عام 1942 ، وكان طالباً في كلية الزراعة جامعة أسيوط ، وقد كان شكري أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين ، وتم اعتقاله في عام 1965 فيما يعرف بقضية " تنظيم 65 " الذي كان يقوده الأستاذ سيد قطب – رحمه الله – وكان عمره وقتئذ ثلاثة وعشرين عاماً والمثير للدهشة أن الأستاذ سيد كانت أسرته الخاصة في جماعة الإخوان مكونة من ثلاثة أفراد الأول هو شقيقه الأستاذ محمد قطب والذي التصق اسمه بالتيار القطبي ، والثاني هو الأستاذ عبد المجيد الشاذلي الذي صار هو الآخر مؤسساً لتيار فكرى مستقل عُرف بعد ذلك باسم " التوقف والتبين " ، والثالث هو شكري مصطفى مؤسس " جماعة المسلمين "
تولى قيادة الجماعة داخل السجن بعد أن تبرأ من أفكارها الشيخ علي عبده إسماعيل. في عام 1971م أفرج عنه بعد أن حصل على بكالوريوس الزراعة ومن ثم بدأ التحرك في مجال تكوين الهيكل التنظيمي لجماعته. ولذلك تمت مبايعته أميراً للمؤمنين وقائداً لجماعة المسلمين فعين أمراء للمحافظات والمناطق واستأجر العديد من الشقق كمقار سرية للجماعة بالقاهرة والإسكندرية والجيزة وبعض محافظات الوجه القبلي. في سبتمبر 1973م أمر بخروج أعضاء الجماعة إلى المناطق الجبلية واللجوء إلى المغارات الواقعة بدائرة أبي قرقاص بمحافظة المنيا بعد أن تصرفوا بالبيع في ممتلكاتهم وزودوا أنفسهم بالمؤن اللازمة والسلاح الأبيض تطبيقاً لمفاهيمهم الفكرية حول الهجرة. في 26 أكتوبر 1973م اشتبه في أمرهم رجال الأمن المصري فتم إلقاء القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة في قضية رقم 618 لسنة 73 أمن دولة عليا.

وفي 21 أبريل 1974م عقب حرب أكتوبر 1973م صدر قرار جمهوري بالعفو عن مصطفى شكري وجماعته إلا أنه عاود ممارسة نشاطه مرة أخرى ولكن هذه المرة بصورة مكثفة أكثر من ذي قبل حيث عمل على توسيع قاعدة الجماعة وإعادة تنظيم صفوفها وقد تمكن من ضم أعضاء جدد للجماعة من شتى محافظات مصر كما قام بتسفير مجموعات أخرى إلى خارج البلاد بغرض التمويل مما مكن لانتشار أفكارهم في أكثر من دولة. هيأ شكري مصطفى لأتباعه بيئة متكاملة من النشاط وشغلهم بالدعوة والعمل والصلوات والدراسة وبذلك عزلهم عن المجتمع إذ أصبح العضو يعتمد على الجماعة في كل احتياجاته ومن ينحرف من الأعضاء يتعرض لعقاب بدني وإذا ترك العضو الجماعة اعتبِر كافراً حيث اعتبر المجتمع خارج الجماعة كله كافراً ومن ثم يتم تعقبه وتصفيته جسدياً.

رغم أن شكري مصطفى كان مستبداً في قراراته إلا أن أتباعه كانوا يطيعونه طاعة عمياء بمقتضى عقد البيعة الذي أخذ عليهم في بداية انتسابهم للجماعة. جوبهت هذه الجماعة بقوة من قبل السلطات المصرية وبخاصة بعد مقتل الشيخ محمد حسين الذهبي وزير الأوقاف المصري السابق وبعد مواجهات شديدة بين أعضاء الجماعة والسلطات المصرية تم القبض على المئات من أفراد الجماعة وتقديمهم للمحاكمة في القضية رقم 6 لسنة 1977م التي حكمت بإعدام خمسة من قادات الجماعة على رأسهم شكري مصطفى وماهر عبد العزيز بكري وأحكام بالسجن متفاوتة على باقي أفراد الجماعة. في 30 مارس 1978م صبيحة زيارة السادات للقدس تم تنفيذ حكم الإعدام في شكري مصطفى وإخوانه.

بعد الضربات القاسية التي تلقتها الجماعة اتخذت طابع السرية في العمل الأمر الذي حافظت به الجماعة على وجودها حتى الآن ولكنه وجود غير مؤثر ولا ملحوظ لشدة مواجهة تيار الصحوة الإسلامية من أصحاب العقيدة والمنهج السلفي لهم بالحوار والمناظرات سواء كان داخل السجون والمعتقلات أم خارجها مما دفع الكثير منهم إلى العودة إلى رشده والتبرؤ من الجماعة.


أهم المبادئ والأصول التي قامت عليها الجماعة :-

في القضايا العقدية :-

1) تكفير الشعوب والحكومات مِن خلال "قضية الحكم بغير ما أنزل الله"
وجوب الحكم بما أنزل الله هو أحد مقتضيات توحيد الله، وقد وصف الله مَن لم يحكم بما أنزل بالكفر تارة وبالظلم تارة وبالفسق تارة ثالثة فقال: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)، وقال: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)، وقال: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).

لكن المشكلة أن هؤلاء يطبقون هذه الآيات بطريقة توصلهم إلى تكفير معظم الأمة، بل ربما رمى بعضهم الأمة بأنها ارتدت ردة جماعية منذ القرن الرابع الهجري أو القرن السابع الهجري.

2) تكفير مرتكب الكبيرة وأن الكبائر كلها كفر وأن من ارتكب كبيرة ولم يتب منها فقد ارتد عن الإسلام وأن المعصية تصير كفراً بالإصرار عليها :-
وذلك ناشئ عن اعتقادهم أن الألفاظ المعبرة عن سائر المعاصي كالظلم والفسق والذنب والخطيئة والسيئة ونحوها تعني كلها معنى واحد هو الكفر المخرج عن الملة، وبالتالي فكل من ارتكب أي مخالفة شرعية مما يطلق عليها أحد هذه المسميات في آيات القرآن أو في الأحاديث فهو كافر كفرا مخرجا عن ملة الإسلام.

3) يعتقدون أن أول كفر وقع في الأمة الإسلامية هو كفر التقليد ويرون أن كل مسلم يجب أن يكون مجتهداً وأن من لم يبلغ هذه المرتبة فهو كافر مشرك :-
والعجيب في ذلك أن شكري يعد مقلداً في كثير مما ينقله ويكتبه، وجميع تلامذته وأتباعه صاروا مقلدين لما يقول به ويعتقده، ولا يخفى أن هذه القاعدة قد وفرت عليه عناء البحث عن أسباب لتكفير الناس إذ غالب أحوال الناس أنهم مقلدة خصوصاً إذا علمت أن شكري يعد إتباع مذهب الصحابي بل إتباع الإجماع تقليداً في زعمه، إضافة إلى أن هذا القول منهم ليس نابعاً من حرصهم على أن يجتهد الناس في تحصيل العلم بل هو نابع من رؤية التساوي بين العامي والفقيه وهذا ما ورد نصاً في رسالة الحجيات " إن الفقيه لا يحمل من العلم أكثر مما يحمله العامة "، بل يبالغ شكري في التبجح ويقول " من قال لكم أن الصحابة والتابعين وكبار الأئمة المحققين من رجال خير القرون أكثر علماً منى ".


في القضايا الأصولية :-

1) يعتقدون عدم حجية الإجماع ويكفرون من يعتقد حجيته لأنه في زعمهم قد اتخذ العلماء آلهة وأرباباً من دون الله :-
جاء في رسالة التوسمات " الإجماع ليس حجة، وإنما الحجة في مستنده إن ظهر لنا، وإن لم يظهر فلا يصح أن يشرع لنا الرجال ديناً ثم نطيعهم فيكونوا آلهة وأرباباً من دون الله "

2) يعتقدون أن جماعتهم أفضل من جيل الصحابة بزعم أن النبي قال " أجر أحدهم بخمسين من أجر الصحابة " وأنهم هم الجماعة الوحيدة المسلمة في العالم وأن جميع الجماعات المنتسبة إلى الإسلام كاذبة فيما تدعى:-
كما جاء في الحجيات عن جماعة آخر الزمان " وقد اجتباهم الله تبارك وتعالى أيضاً، وخصهم من فضله حتى قال رسول الله لأجر الواحد منهم بخمسين منكم – أي الصحابة - ".


في المسائل المنهجية والحركية :-

1) تطاولهم على العلماء واستخفافهم بعلمهم بل وتكفيرهم :-
فمن ذلك ما جاء في رسالة " إجمال تأويلاتهم وإجمال الرد عليها " : قالوا عن النووي رحمه الله " ولكن النووي ونظائره يقدمون العام على الخاص والمطلق على المقيد ، وكل شيء على شيء نصراً لمذاهبهم الباطلة واتباعاً لسلفهم من اليهود والنصارى الذين قالوا " وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة " " ، وقالوا عن الخطابي رحمه الله " إنما الخطابي يكذب كدأبه في الكذب ، وكذا النووي الصوفي الكذاب كدأب إخوانه من المتصوفة الكذابين على الله ورسوله ".

2) اعتزال المجتمع والخروج للصحراء واعتقاد وجوب الهجرة من دار الكفر وهى أي بلد لا تحكم بالشريعة ، والاعتقاد في شكري بأنه المهدي المنتظر:-
وقد سلك شكري مُصطفى في تحقيق ذلك سُبلاً منها : جمع أموال وحُلى وذهب أفراد جماعته ،وتسفير بعضهم إلى بعض الدول العربية مثل الأردن واليمن والسعودية والجزائر ،وكذلك اليونان (اعتقادا منه أنها أرض أهل الكهف) لجمع الأموال ،ولاختيار أنسب أرض يخرجون إلى جبالها فيما بعد ليعودوا منها العودة الكبرى لقتال الكافرين من المسلمين وبسط نفوذه عليهم باعتباره كما قال عن نفسه أنه المهدي المُنتظر ، وأمير آخر الزمان.ووقع اختياره على (اليمن ) لكثرة ما ورد في مناقبها من روايات نبوية في البخاري ومسلم وغيرهما .

وبالفعل فقد أمر رجاله بالذهاب إلى " المنيا "لتنفيذ أولى خطوات هجرته عن المجتمع ،وللتدريب على الحياة البدوية الصحراوية ،استعدادا للتسلل منها إلى جنوب مصر ،ومنها إلى الجانب الآخر من البحر الأحمر ثم إلى جبال (اليمن) ،إلا أن أجهزة الأمن اكتشفت أمر رجاله بالصعيد في منتصف 1973 ،وتم اعتقالهم ،ولكنهم خرجوا ضمن الخارجين بالعفو الرئاسي العام احتفالا بنصر أكتوبر 73 .

3) الدعوة إلى ترك التعليم والإبقاء على الأمية ومنع الناس من دخول المدارس والمعاهد والجامعات ، ولا يقتصر الأمر على جامعات العلوم الدنيوية فقط بل يمتد إلى المعاهد والكليات الإسلامية لأنها من مؤسسات الطاغوت وتدخل ضمن إطار مساجد الضرار:-
جاء في رسالة التوسمات " فلم تتعلم –أي جماعة الصحابة – الدين للدنيا ، ولم يكونوا يتعلمون لعمارة الأرض وبناء الدور فتلك صفة الكافرين ( يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا ). حتى أن رسول الله كان يجهل أثر تأبير النخل ويقول نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب ، فلابد أن نكون أميين مثلهم نوجه كل جهدنا ووقتنا لتعلم الكتاب والحكمة وما دون ذلك فهو ضلال مبين ، ومتى يتعلم الإسلام من أمضى أكثر من نصف عمره في تعلم الجاهلية ، ومن أجل هذا نقول إن الدعوة إلى محو الأمية فكرة يهودية لشغل الناس بعلوم الكفر عن تعلم الإسلام . ووجود من يقرأ ويكتب بيننا لا ينفى أننا نحن أمة أمية طالما نوجه كل وقتنا لتعلم الإسلام ".


4) الموقف من إقامة الخلافة :-
يعتقدون أن النصر الجاد للجماعة المؤمنة هو أن تعبد الله وألا تتدخل في أي صراع لأنه يستحيل أن تتفوق هذه الجماعة المؤمنة مادياً وعسكرياً على الجاهلية ، ولكن الله يقدر أن تدخل الجاهلية في معارك طاحنة مع بعضها البعض لتفنى نفسها وتدمر الأرض بمن عليها وتبقى القوة المؤمنة تقيم دولة الإسلام على أنقاض دولة الكفر.

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

التسميات